كتب المحامي كميل حبيب معلوف :الرئيس كميل نمر شمعون ونقابة المحامين، درب العدالة فوق السياسة. في يوم الأحد الواقع في السادس عشر من تشرين الثاني ٢٠٢٥، يتوجّه المرشّحون والناخبون في نقابة المحامين في بيروت إلى صناديق الاقتراع، حاملين معهم مسؤولية تتجاوز الأسماء واللوائح، لتلامس جوهر المهنة ورسالتها. وفي هذه اللحظة، يحسن بنا أن نستعيد صورة الرئيس الراحل كميل نمر شمعون، الذي دخل النقابة محامياً لا سياسياً، وأدار مفوضية قصر العدل بميزان العدالة لا بميزان السياسة، رغم أنه كان في حينه أحد أعمدة الحياة الوطنية.

13/11/2025
IMG-20251113-WA0097

الرئيس كميل نمر شمعون ونقابة المحامين، درب العدالة فوق السياسة.

في يوم الأحد الواقع في السادس عشر من تشرين الثاني ٢٠٢٥، يتوجّه المرشّحون والناخبون في نقابة المحامين في بيروت إلى صناديق الاقتراع، حاملين معهم مسؤولية تتجاوز الأسماء واللوائح، لتلامس جوهر المهنة ورسالتها. وفي هذه اللحظة، يحسن بنا أن نستعيد صورة الرئيس الراحل كميل نمر شمعون، الذي دخل النقابة محامياً لا سياسياً، وأدار مفوضية قصر العدل بميزان العدالة لا بميزان السياسة، رغم أنه كان في حينه أحد أعمدة الحياة الوطنية. لقد جسّد شمعون المعنى الأرقى للاستقلالية، فأثبت أنّ المحامي، مهما علا شأنه في السياسة، يبقى في النقابة محامياً بين زملائه، يخدم المهنة قبل أي اعتبار آخر.

إنّ هذه العبرة التاريخية تضع أمام المرشحين اليوم مسؤولية أن يقدّموا برامجهم المهنية بعيداً عن الاصطفافات، وأن يثبتوا أنّ النقابة ليست برلماناً صغيراً ولا امتداداً لأي حزب أو طائفة، بل هي بيت العدالة الذي يعلو فوق الانقسامات. كما تضع أمام الناخبين واجباً أخلاقياً أن يصوّتوا بميزان الحق والكرامة، لا بميزان السياسة والمصالح. فالنقابة، بتاريخها العريق، هي منارة الحرية وحصن الاستقلال، ورسالتها أن تبقى فوق كل تجاذب، وأن تحمي وحدة الجسم النقابي من أي شرذمة أو استغلال.

ولعلّ أبلغ ما نستخلصه من تجربة الرئيس الراحل كميل شمعون هو أنّ السياسة مهما عظمت تبقى خارج أبواب النقابة، لأن النقابة هي بيت العدالة، وبيت العدالة لا يقوم إلا على الاستقلالية والاحترام المتبادل. وعليه، فإنّ انتخابات السادس عشر من تشرين الثاني يجب أن تكون مناسبة لتجديد الثقة بالرسالة، لا لتجديد الانقسامات، وأن تكون محطةً لتأكيد أنّ المحاماة، كما أرادها الرئيس الراحل كميل شمعون، هي رسالة حرية وكرامة، وليست وسيلة نفوذ أو سلطة.

بهذا المعنى، فإنّ كل صوت يُدلى يوم الأحد المقبل هو شهادة على التزامنا بأن تبقى نقابة المحامين في بيروت منارةً للحق والعدل، فوق السياسة، وفوق كل اعتبار آخر، وفاءً لتاريخها، واحتراماً لمستقبلها، واستلهاماً من تجربة رجلٍ جمع بين السياسة الكبرى والمهنة الأسمى، لكنه حين دخل النقابة جعلها فوق السياسة، لتبقى بيت العدالة وحده.

المحامي كميل حبيب معلوف
بيروت في ٢٠٢٥/١١/١٣


Latest posts



About us

Leverage agile frameworks to provide a robust synopsis for high level overviews. Iterative approaches to corporate strategy foster collaborative thinking to further the overall value proposition. Organically grow the holistic world view of disruptive innovation via workplace diversity and empowerment.


CONTACT US

CALL US ANYTIME