عشية القرار: هل تُنقذ النقابة نفسها؟ في لحظةٍ يتنازع فيها الضجيج مع الصمت، وتُختزل المهنة في أوراقٍ تُوقّع لا في مواقف تُصاغ، آن للمحاماة أن تُراجع ذاتها، لا لتندب ما فات، بل لتستعيد ما يستحق أن يُصان. ليست الأزمة في النصوص، بل في النفوس؛ وليست المشكلة في القانون

15/11/2025
IMG-20251113-WA0097

عشية القرار: هل تُنقذ النقابة نفسها؟

في لحظةٍ يتنازع فيها الضجيج مع الصمت، وتُختزل المهنة في أوراقٍ تُوقّع لا في مواقف تُصاغ، آن للمحاماة أن تُراجع ذاتها، لا لتندب ما فات، بل لتستعيد ما يستحق أن يُصان. ليست الأزمة في النصوص، بل في النفوس؛ وليست المشكلة في القانون، بل في من يُدافع عنه حين يُهان. النقابة ليست جدرانًا تُزيّنها الصور، بل روحٌ تُحرّكها المبادئ. هي ليست امتدادًا لأي جهة، بل امتدادٌ لفكرة العدالة حين تُصبح مستضعفة. المحامي ليس موظفًا في مهنة، بل حاملُ رسالةٍ في زمنٍ تراجعت فيه الرسائل. إنّ كرامة المحامي لا تُستردّ بالتصفيق، بل بالموقف؛ ولا تُصان بالتحالفات، بل بالحق. نحن لا نحتاج إلى من يُجيد الخطابة، بل إلى من يُجيد الصمت حين يكون الصمت موقفًا، وإلى من يُجيد الرفض حين يكون القبول خيانة. النقابة التي لا تُحاسب، تُمحى؛ والمهنة التي لا تُقاوم، تُستباح. آن لنا أن نُعيد للمحاماة لغتها، لا لغة المصالح، بل لغة المبدأ. فإما أن ننهض، أو نُصبح شهود زور على انهيار ما تبقّى من هيبة القانون.

المحامي كميل حبيب معلوف
بيروت في ٢٠٢٥/١١/١٥


Latest posts



About us

Leverage agile frameworks to provide a robust synopsis for high level overviews. Iterative approaches to corporate strategy foster collaborative thinking to further the overall value proposition. Organically grow the holistic world view of disruptive innovation via workplace diversity and empowerment.


CONTACT US

CALL US ANYTIME