زحلة… عروس البقاع وتاريخ يفيض بالحياة والمقاومة

زحلة… عروس البقاع وتاريخ يفيض بالحياة والمقاومة
🏞️ مدينة على ضفاف الجمال
زحلة، عاصمة البقاع وعروس البقاعين، تُعدّ من أبرز المدن اللبنانية وأكثرها إشعاعاً على المستويين الثقافي والاجتماعي. تأسست في أواخر القرن السابع عشر، وتحديداً عام 1711، على ضفاف نهر البردوني الذي يشكّل شريانها الحيوي ومعلماً يرمز إلى جمالها وحيويتها.

🛤️ موقع فريد ودور محوري
منذ نشأتها، تميّزت زحلة بموقعها الجغرافي الفريد الذي جعلها حلقة وصل بين الساحل والداخل، وبين بيروت ودمشق، فازدهرت فيها التجارة والزراعة والصناعة، خصوصاً في مجال صناعة النبيذ والعرق التي منحتها لقب “مدينة الخمر والشعر”.

✍️ منارة الأدب والفكر
ثقافياً، شكّلت زحلة منارة فكرية في تاريخ لبنان الحديث. خرج منها كبار الأدباء والشعراء مثل سعيد عقل، ميشال طراد، شارل قرم، وأنطوان سعادة، الذين أغنوا الأدب اللبناني والعربي بإبداعاتهم وأسّسوا لنهضة فكرية تركت بصمة عميقة في الوجدان الوطني.

🏛️ محطات في التاريخ الوطني
لعبت زحلة دوراً محورياً في الحياة السياسية اللبنانية، إذ كانت شاهدة على ولادة الدولة اللبنانية الحديثة. ففي عام 1920، أعلن الجنرال غورو من فندق قادري الكبير ضمّ البقاع إلى لبنان الكبير، لتصبح زحلة جزءاً من قلب الوطن الجديد ورمزاً لوحدته.

⚔️ زحلة… المدينة التي قاومت الاحتلال
في ربيع عام 1981، واجهت زحلة واحدة من أعنف المعارك في تاريخ لبنان الحديث، حين حاصرها الجيش السوري طيلة تسعة وثمانين يوماً.
تحصّن أبناء المدينة ومقاتلو القوات اللبنانية داخل أحيائها دفاعاً عن الأرض والكرامة، وسط قصف مدفعي كثيف ومحاولات اقتحام متكرّرة.
رغم الجوع ونقص الإمدادات، صمدت زحلة، ومنعت الجيش السوري من دخولها. وبعد تسوية دولية قضت بانسحاب المقاتلين، خرجت المدينة منتصرة معنوياً، لتُكرَّس في الذاكرة اللبنانية كمدينة العنفوان والحرية، التي لم تخضع يوماً للترهيب.
🎭 مهرجانات وثقافة نابضة
اليوم، تواصل زحلة تألّقها الثقافي من خلال مهرجان زحلة والبقاع الدولي الذي يجمع بين الموسيقى والفن والشعر، مستقطباً فنانين لبنانيين وعرباً.
كما تحتفظ بمطاعمها التراثية المطلة على نهر البردوني، وبدورها كمركز للحياة الاجتماعية والسياحية في البقاع، حيث يلتقي عبق التاريخ بروح الحاضر.
💫 زحلة في عيون الشعراء
وكما قال ابنها الشاعر الكبير سعيد عقل، واصفاً سحرها الأبدي:
> “زحلة، يا خمرة العيون، ويا أنشودة لبنان، فيكِ يتصافح النهر والشعر، وتولد القصيدة من عبير العنب.”
🌿 خلاصة
زحلة ليست مجرد مدينة لبنانية، بل رمز للهوية الوطنية والثقافية، تجمع بين التاريخ والمقاومة، بين الأدب والنبيذ، بين الجمال والكرامة.
من ضفاف البردوني إلى قمم الجبال، تبقى زحلة مدينةً لا تشيخ، تنبض بالحياة وتكتب كل يوم فصلاً جديداً من قصة لبنان الجميل.

