المستقل مش ضد حدا… المستقل مع البلد. المستقل اليوم بلبنان مش شخص واقف برا اللعبة، ولا حدا ناطر فرصة ليصير زعيم. المستقل هو المواطن اللي قرّر يكون حر، يفكّر لحاله، ويختار لحاله، من دون ما يركب موجة ولا يلبس لون. مش ضد الأحزاب، ولا ضد الزعماء، بس ضد التبعية العمياء وضد التصفيق من دون قناعة. بيحترم كل رأي

المستقل مش ضد حدا… المستقل مع البلد.
المستقل اليوم بلبنان مش شخص واقف برا اللعبة، ولا حدا ناطر فرصة ليصير زعيم. المستقل هو المواطن اللي قرّر يكون حر، يفكّر لحاله، ويختار لحاله، من دون ما يركب موجة ولا يلبس لون. مش ضد الأحزاب، ولا ضد الزعماء، بس ضد التبعية العمياء وضد التصفيق من دون قناعة. بيحترم كل رأي، بس ما بيقبل ينجرّ ورا أي خطاب ما بيشبهه. بيحكي بالمنطق، وبيسأل: “وين المصلحة العامة؟” قبل ما يقول “أنا مع مين؟”. بهالمرحلة الصعبة، المستقل صار صوت الضمير، وصار وجوده ضرورة مش خيار. لأنه لما الكل بيصيروا فريقين، بيبقى المستقل هو المساحة المشتركة، هو الجسر، هو اللي بيذكّرنا إنو البلد أكبر من كل الاصطفافات.
وإذا منرجع للتاريخ، منشوف إنو الاستقلال مش جديد علينا. شارل مالك، اللي شارك بصياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كان صوت لبنان الحرّ بالمحافل الدولية. إميلي نصر الله كتبت عن الوطن والمرأة والكرامة، وضلّت صوتًا حرًا ما باع قلمه. الأب يواكيم مبارك دعا للحوار بين الأديان والثقافات، وكان جسرًا بين الشرق والغرب. ومن برّا لبنان، في ناس صاروا رموز عالمية للاستقلال والضمير: نيلسون مانديلا اللي قضى عمره بالسجن ليحرّر شعبه من العنصرية، وخرج ليصالح مش لينتقم. غاندي، اللي حرّر الهند بلا عنف، وكان صوته أقوى من كل الجيوش. الأم تيريزا، اللي خدمت الفقراء بصمت، وعلّمت العالم إنو الرحمة ما إلها دين ولا حدود. وسمير قصير، الصحافي اللبناني، اللي دفع حياته تمن كلمته، لأنه آمن إنو القلم الحرّ أقوى من أي سلاح.
هيدول مش بس أسماء، هيدول نماذج. والمستقل اليوم، هو امتداد لهالخط، خط الناس اللي اختاروا يكونوا أوفياء للبنان، مش لأي مشروع تاني. لأنه بالآخر، المستقل مش ضد حدا… المستقل مع البلد.
المحامي كميل حبيب معلوف
بيروت 2025/11/17