سيدة زحلة والبقاع… حامية المدينة وشفيعتها تقف سيدة زحلة والبقاع شامخة على تلة ضهور زحلة، حامية المدينة وراعية أهلها، رمزًا للإيمان والرجاء، ومعلمًا بارزًا يطلّ على البقاع بكامله. ليست مجرد تمثال، بل حضور روحي وتاريخي ارتبط بالذاكرة الجماعية للزحليّين، وبات جزءًا من هوية المدينة

سيدة زحلة والبقاع… حامية المدينة وشفيعتها
تقف سيدة زحلة والبقاع شامخة على تلة ضهور زحلة، حامية المدينة وراعية أهلها، رمزًا للإيمان والرجاء، ومعلمًا بارزًا يطلّ على البقاع بكامله. ليست مجرد تمثال، بل حضور روحي وتاريخي ارتبط بالذاكرة الجماعية للزحليّين، وبات جزءًا من هوية المدينة.
البداية… فكرة تتحوّل إلى رمز
تعود فكرة إقامة تمثال ضخم للسيدة العذراء في زحلة إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حين قرر أبناء المدينة إقامة معلم يعبّر عن إيمانهم وتمسّكهم بحماية العذراء.
بدأ المشروع رسميًا عام 1958، وتمّ تشييد البرج الحجري الذي يحمل التمثال، ليصبح لاحقًا واحدًا من أبرز المعالم المسيحية في لبنان، ويجذب آلاف الزوار سنويًا.
عمر سيدة زحلة
يبلغ عمر تمثال سيدة زحلة والبقاع اليوم أكثر من ستة عقود، إذ اكتمل بناؤه بين عامي 1958 و1960، ودُشّن ليكون علامة روحية وسياحية للمدينة.
التصميم والهيكل
يتكوّن المعلم من عنصرين أساسيين:
1. البرج الحجري
بارتفاع يصل إلى حوالى 54 مترًا.
بُني من الحجر اللبناني ليعكس هوية المنطقة.
مصنوع على شكل برج دائري يسمح للزوّار بالصعود إلى قمته.
2. تمثال العذراء
بارتفاع يناهز 10 أمتار.
مصنوع من البرونز الأبيض.
يعلو المدينة فاتحًا ذراعيه باتجاه أهل البقاع، في رمز للحماية والسلام.
من قمّة البرج يمكن للزائر رؤية منظر بانورامي خلاب لمدينة زحلة وسهل البقاع الممتدّ حتى السلاسل الجبلية المحيطة.
الكنيسة والمحيط الروحي
أقيمت عند قاعدة البرج كنيسة صغيرة مخصّصة للصلاة والتأمّل.
تُقام فيها قداديس واحتفالات دينية، خصوصًا في شهر أيار (شهر العذراء) ومواسم الحج.
تحوّل المكان مع الوقت إلى مركز روحي يقصده اللبنانيون والمغتربون لطلب البركة، والشكوى، والدعاء.
سيدة زحلة… الحامية والشفيعة
لم تحظَ مدينة زحلة بلقب “مدينة السيدة” من فراغ. فالعذراء تُعتبر حامية المدينة، ويلجأ إليها أهلها في الأزمات والصعوبات.
وخلال أحداث كثيرة في تاريخ زحلة، كان الناس يعتبرون أن حماية العذراء رافقتهم، وخصوصًا خلال الحصار والحروب.
أصبحت سيدة زحلة رمزًا لوحدة أبناء المدينة على اختلاف طوائفهم، إذ يقصدها الجميع بغضّ النظر عن انتماءاتهم.
الأهمية الروحية والسياحية
روحيًا:
مقصد للحج والتأمل.
مكان لطلب الشفاعة والبركة.
رمز للإيمان القائم منذ قرون في المنطقة.
سياحيًا:
تجربة فريدة للصعود داخل البرج ومشاهدة البقاع من فوق.
أحد أهم معالم زحلة ووجهة للسيّاح العرب والأجانب.
نقطة جذب ثقافي وديني في قلب لبنان.
معنى سيدة زحلة اليوم
اليوم، وبعد أكثر من 60 عامًا على بنائها، لا تزال سيدة زحلة تُجسّد:
الإيمان العميق عند أبناء المدينة.
الحماية الروحية التي شعر بها الزحليون في محطّات تاريخهم.
الهوية الجمالية لمدينة تُعرف بأنها عروس البقاع.
معلمًا حضاريًا لا يمكن لأي زائر لزحلة أن يتجاوز رؤيته.
خلاصة
سيدة زحلة ليست مجرد تمثال فوق تلة، بل قلب نابض بالإيمان، ووجه دائم للمدينة، وملاذ يلجأ إليه كل من يبحث عن سلام داخلي أو نظرة أمل.
عمرها يزيد، لكن قيمتها الروحية تكبر أكثر فأكثر، لتظلّ حامية زحلة وشفيعتها عبر الأجيال.
.




