شتورة… بوابة البقاع وقلب التجارة بين الجبل والسهل تقع شتورة في وسط سهل البقاع، على الطريق الدولي الذي يربط بيروت بدمشق، ما جعلها عبر التاريخ نقطة التقاء بين الشرق والغرب، ومدينة نابضة بالحياة، مزدهرة بالتجارة والفنادق والمطاعم، ومقصداً أساسيًا للمسافرين والقادمين إلى البقاع

شتورة… بوابة البقاع وقلب التجارة بين الجبل والسهل

تقع شتورة في وسط سهل البقاع، على الطريق الدولي الذي يربط بيروت بدمشق، ما جعلها عبر التاريخ نقطة التقاء بين الشرق والغرب، ومدينة نابضة بالحياة، مزدهرة بالتجارة والفنادق والمطاعم، ومقصداً أساسيًا للمسافرين والقادمين إلى البقاع.

أصل التسمية… بين التاريخ واللغة

يرجّح المؤرّخون أن اسم شتورة يعود إلى اللغة الآرامية – السريانية، حيث يأتي من كلمة “شاتورا” التي تعني:

الممتاز
الجيد
المهارة والإتقان

ويُقال أيضاً إن الاسم قد يرتبط بمعنى “المكان المستوي” أو “الأرض الخصبة”، نظرًا لوقوع البلدة في قلب السهل الزراعي الأكبر في لبنان.

مهما اختلفت التفسيرات، يبقى الاسم دالًا على جودة المكان وحيويته عبر العصور.

شتورة عبر التاريخ

العصور القديمة

بحكم موقعها الجغرافي في وسط البقاع، شكّلت شتورة منذ العصور القديمة نقطة عبور للقوافل التجارية المتنقلة بين الساحل اللبناني والداخل السوري، ما جعلها محطة توقف أساسية للتزود بالمؤن والاستراحة.

العهد العثماني

في الفترة العثمانية، اكتسبت شتورة أهمية متزايدة، خصوصًا مع توسّع الطرقات البرية بين بيروت ودمشق.
كانت البلدة آنذاك ساحة لقاء للتجّار وأصحاب الحرف، وموقعًا للحركة الاقتصادية المتصاعدة.

العهد الفرنسي وما بعده

مع دخول الانتداب الفرنسي إلى لبنان، أصبحت شتورة مركزًا مهمًا للإدارة والاتصال بين المدن. شهدت ازدهارًا عمرانيًا كبيرًا، وبُنيت فيها فنادق ومقاهٍ أصبحت شهيرة لدى المسافرين.

ومع إنشاء الطريق الدولية الحديثة في القرن العشرين، تحوّلت شتورة إلى قلب تجاري نابض، وازدادت أهميتها كمدينة خدمات.

شتورة اليوم… مدينة مفتوحة على الجميع

تُعد شتورة اليوم مركزًا حيويًا للبقاع الأوسط، وتتميّز بـ:

1. الموقع الاستراتيجي

تقع تمامًا في منتصف الطريق بين بيروت ودمشق، وتعتبر مدخلًا أساسيًا لمدن البقاع.

2. النشاط الاقتصادي

تضمّ عشرات الفنادق والمطاعم والمحال التجارية، إضافة إلى المصارف والمؤسسات والشركات، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق حركة على مدار السنة.

3. التعليم والصحة

تحتضن شتورة مؤسسات تربوية وطبية مرموقة، أبرزها مستشفى شتورة الذي يُعدّ من الأهم في المنطقة.

4. الزراعة المحيطة بها

تحيط بها أراضٍ خصبة تُزرع بالقمح والعنب والفاكهة والبطاطا، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.

شتورة… ملتقى الناس والثقافات

بحكم موقعها الحدودي والتجاري، شكّلت شتورة نقطة لقاء بين:

سكان الجبل والسهل

اللبنانيين والسوريين عبر التاريخ

التجّار والسياح والمسافرين

خلاصة

شتورة ليست مجرد بلدة على الطريق الدولية، بل مدينة حياة وجسر عبور بين حضارات وثقافات.
اسمها يحمل معنى الجودة والتميّز، وتاريخها الطويل يشهد على دورها كمحطة أساسية في قلب البقاع.
واليوم، ما زالت شتورة تحتفظ بمكانتها كواحدة من أهم المدن الحيوية في شرق لبنان، تجمع بين التجارة، الضيافة، والنمط المعيشي السريع الذي يميزها منذ عقود.