بعلبك… مدينة الشمس وقلعتها الخالدة تقف بعلبك في قلب سهل البقاع اللبناني كواحدة من أعظم المدن التاريخية في الشرق الأوسط، مدينة تتحدث أنقاضها ومعابدها عن حضارات تعاقبت على لبنان منذ آلاف السنين. تُلقب هذه المدينة بـ “مدينة الشمس”، وهو الاسم الذي أطلقه عليها الرومان عند تحويلها إلى مركز ديني وتجاري، ويعكس ارتباطها بالعبادة والطاقة والخصوبة

15/11/2025
1763242211537

بعلبك… مدينة الشمس وقلعتها الخالدة

تقف بعلبك في قلب سهل البقاع اللبناني كواحدة من أعظم المدن التاريخية في الشرق الأوسط، مدينة تتحدث أنقاضها ومعابدها عن حضارات تعاقبت على لبنان منذ آلاف السنين. تُلقب هذه المدينة بـ “مدينة الشمس”، وهو الاسم الذي أطلقه عليها الرومان عند تحويلها إلى مركز ديني وتجاري، ويعكس ارتباطها بالعبادة والطاقة والخصوبة.

أصل الاسم ومعناه

اسم بعلبك مشتق من اللغة الفينيقية والكنعانية:

بعل يعني “السيد” أو “الإله” وكان يُطلق على إله السماء والخصوبة.

بك أو باك يشير إلى المكان أو القرية.
بالتالي يصبح معنى الاسم “مقر الإله بعل”، وهو تأكيد على قدسية المدينة منذ القدم، حيث كانت مركزًا لعبادة الإله بعل قبل آلاف السنين، واستمرّ الاعتراف بقدسيتها خلال العصور التالية.

تاريخ المدينة عبر العصور

العصور القديمة

استوطن البشر بعلبك منذ العصر الحجري الحديث، لتصبح مركزًا زراعيًا وتجاريًا رئيسيًا في سهل البقاع، بفضل خصوبة الأرض وموقعها الاستراتيجي على طرق التجارة بين الساحل اللبناني وسوريا.

العهد الروماني

بلغت بعلبك ذروة ازدهارها في العصر الروماني، حيث أسسوا فيها مجمع المعابد الرومانية الضخم، بما في ذلك:

معبد جوبيتر (Jupiter Temple): أكبر معبد روماني عرفه التاريخ، بعموده الضخم ونقوشه الرائعة.

معبد باخوس (Bacchus Temple): يُعتبر من أجمل المعابد الرومانية في العالم، بمزيجه الدقيق من الزخارف والفن المعماري.

معبد فينوس (Venus Temple): يتميز بشكله الدائري وتصميمه الفريد.

كانت بعلبك في هذه الفترة مركزًا دينيًا عالميًا، يقصده الحجاج والتجار من مختلف أنحاء الإمبراطورية الرومانية.

الفترات الإسلامية والعثمانية

حافظت بعلبك على أهميتها الاستراتيجية خلال العصور الإسلامية، ولاحقًا العثمانية، لتصبح نقطة مركزية على طرق التجارة بين الشرق والغرب، مع استمرار النشاط الزراعي والصناعي المحلي.

الحقبة الحديثة

خلال الانتداب الفرنسي، بدأ الاهتمام بالأثرية والحفاظ على المعابد، ومع تأسيس مهرجانات بعلبك الدولية في القرن العشرين، تحولت المدينة إلى مركز ثقافي وفني عالمي.

قلعة بعلبك

تشتهر المدينة أيضًا بما يُعرف بالـ قلعة أو أسوار بعلبك، وهي امتداد لمجمع المعابد، وتُعتبر من أقدم التحصينات البشرية في لبنان.
تتميز القلعة بوجود الحجارة الضخمة، مثل حجر “الحبلى” الذي يزن أكثر من 1000 طن، وقد أثار دهشة المهندسين وعلماء الآثار حول كيفية نقله ووضعه بدقة متناهية.

تمثل القلعة اليوم رمز القوة والدفاع عن المدينة عبر العصور، ووجهة للباحثين والسياح المهتمين بالهندسة القديمة.

الأهمية الثقافية والسياحية

روحانية وتاريخية: مدينة بعلبك لا تزال رمزًا لعبادة الشمس والحضارات القديمة، وتحتفظ بالمعابد كمراكز للبحث التاريخي والثقافي.

سياحة عالمية: معالم بعلبك تجذب آلاف السياح سنويًا، خاصة خلال مهرجانات بعلبك الدولية، التي تجمع الفن العالمي والموسيقى الكلاسيكية والمسرح.

إرث حضاري: المدينة هي مرجع رئيسي لدراسة العمارة الرومانية والفنون القديمة، ما يجعلها إرثًا عالميًا لا يقدّر بثمن.

خلاصة

بعلبك ليست مجرد مدينة أثرية، بل متنفس حضاري وثقافي وروحي، تجمع بين عبقرية الإنسان في الماضي وروح الإبداع في الحاضر.
قلعتها ومعابدها وأحجارها الضخمة، تمثل شهادة على تاريخ طويل من العبادة، الهندسة، والفن، وتبقى مدينة الشمس التي لا تغيب في ذاكرة لبنان والعالم.


Latest posts



About us

Leverage agile frameworks to provide a robust synopsis for high level overviews. Iterative approaches to corporate strategy foster collaborative thinking to further the overall value proposition. Organically grow the holistic world view of disruptive innovation via workplace diversity and empowerment.


CONTACT US

CALL US ANYTIME